الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الذين يفصلون الأمور بالنظر العقلي لا بالإعلام الإلهي فما فصل بالإعلام الإلهي فهو كله عمل صالح وما فصل بالنظر العقلي فمنه صالح وغير صالح بالنسبة إلى تفصيله لا غير والكل عمل صالح بالنسبة إلى الله تعالى كما يقول إن النقص في الوجود من كمال الوجود وإن شئت قلت من كمال العالم إذ لو نقص النقص من العالم لكان ناقصا فافهم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه ما كنا نقول بالعمل غير الصالح ولا بالفساد أدبا مع العلم الإلهي وحقيقة ولكن لما رأينا في الوضع الإلهي قد حذر الله من الفساد وقال ولا تَبْغِ الْفَسادَ في الْأَرْضِ إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ وقال تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ ولا فَساداً ورأينا في العرف بين العقلاء بل الناس أجمعين ذكر الفساد لذلك أقدمنا على ذكره وإنما كنا نقول في ذلك بدل الفساد إظهار صورة وإزالة أخرى كما هو الأمر في نفسه من أجل تركيب خاص ونظام مزاج طبيعي فأما قوله إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ فالمراد به تغيير الحكم الإلهي لا تغيير العين ولا إبدال الصورة وأما قوله عُلُوًّا في الْأَرْضِ فهو أمر محقق لأن العلو لا تقبله الأرض ما دامت أرضا لمن هي له أرض وكل ما نراه عاليا شامخا فيها فهو جبل ووتد تقلها الله به ليسكن ميدها فالجبال ليست أرضا فخلق الله الأرض مثل الكرة أجزاء ترابية وحجرية ضم الله بعضها إلى بعض فلما خلق الله السماء بسط الأرض بعد ذلك ليستقر عليها من خلقت له مكانا ولذلك مادت ولو بقيت الكرة ما مادت وما خلق الجبال فخلق سبحانه الجبال ف

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!