اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

فوقه ثم عرض المسميات على الملائكة فقال أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ الذين توجهتم على إيجادهم أي توجهت الأسماء هل سبحتموني بها وقدستموا لي فإنكم زعمتم أنكم تسبحونى بحمدي وتقدسون إلي فقالت الملائكة لا عِلْمَ لَنا فقال لآدم أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فجعله أستاذا لهم فعلمهم الأسماء كلها فعلموا عند ذلك أنه خليفة عن الله في أرضه لا خليفة عن سلف ثم ما زال يتلقاها كامل عن كامل حتى انتهت إلى السيد الأكبر المشهود له بالكمال محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الذي عرف بنبوته وآدم بين الماء والطين فالماء لوجود البنين والطين وجود آدم وأوتي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جوامع الكلم كما أوتي آدم جميع الأسماء ثم علمه الله الأسماء التي علمها آدم فعلم علم الأولين والآخرين فكان محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أعظم خليفة وأكبر إمام وكانت أمته خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ وجعل الله ورثته في منازل الأنبياء والرسل فأباح لهم الاجتهاد في الأحكام فهو تشريع عن خبر الشارع فكل مجتهد مصيب كما أنه كل نبي معصوم وتعبدهم الله بذلك ليحصل لهذه الأمة نصيب من التشريع وتثبت لهم فيه قدم فلم يتقدم عليهم سوى نبيهم
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهذه خزانة الأحكام الإلهية والنواميس الوضعية والشرعية وأن لله تعالى في وحيه إلى قلوب عباده بما يشرع في كل أمة طريقين طريقا بإرسال الروح الأمين المسمى جبريل أو من كان من الملائكة إلى عبد من عباد الله فيسمى ذلك العبد لهذا النزول عليه رسولا ونبيا يجب على من بعث إليهم الايمان به وبما جاء به من عند ربه وطريقا آخر على يدي عاقل زمانه يلهمه الله في نفسه وينفث الروح الإلهي القدسي في روعة في حال فترة من الرسل ودرس من السبل فيلهمه الله في ذلك لما ينبغي من المصالح في حقن الدماء وحفظ الأموال والفروج لما ركب الله في النفوس الحيوانية من الغيرة فيمهد لهم طريقة يرجعون بها إذا سلكوا عليها إلى مصالحهم فيأمنون على أهليهم ودمائهم وأموالهم ويحد لهم حدودا في ذلك ويخوفهم ويحذرهم ويرجيهم ويأمرهم بالطاعة لما أمرهم به ونهاهم عنه وأن لا يخالفوه ويعين لهم زواجر من قتل وضرب وغرم ليردع بذلك ما تقع به المفسدة والتشتيت ويرغب في نظم شمل الكلمة وأن الله تعالى يأجره على ذلك في أصحاب الفترات وأما في الأمة التي فيها رسول أو هم تحت خطاب
