اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

لو لا وجود الاختبار وجبرها *** فيه لما أبت النفوس إذا أبت
قال الله تعالى يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ولذلك يقولون لجلودهم إذا شهدت عليهم لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا فتقول الجلود أَنْطَقَنَا الله الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ فعمت فكانت الجلود أعلم بالأمر ممن جعل النطق فصلا مقوما للإنسان خاصة وعرى غير الإنسان عن مجموع حده في الحيوانية والنطق فمن فاته الشهود فقد فاته العلم الكثير فلا تحكم على ما لم تر وقل الله أعلم بما خلق وأرض الإنسان جسده وقد شهد عليه بما عمل أ تراه شهد عليه بما لم يعلم أ تراه علم من غير وحي إلهي جاءه من عند الله عز وجل كما نشهد نحن على الأمم بما أوحى الله تعالى به إلينا من قصص أنبيائه مع أممهم
فيشهد الشخص بما لم يرا *** إذا أتاه الخبر الصادق
فالكل قد أوحى إليه الذي *** أوحى به فكله ناطق
فانظر فما في كونه غيره
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما التحدث بالأمور الذوقية فيصح لكن لا على جهة الأفهام ولكن كل مذوق له مثال مضروب فتفهم منه ما يناسب ذلك المثال خاصة فاذن ما ينبئ عن حقيقة إلا في الذوق المشترك الذي يمكن الاصطلاح عليه كالتحدث بالأمور المحسوسة مع كل ذي حس أدرك ذلك المخبر عنه بحسه وعرف اللفظ الذي يدل عليه بالتواطؤ بين المخاطبين فنحن لا نشك إذا تلي علينا القرآن إنا قد سمعنا كلام الله وموسى عليه السلام لما كلمه الله قد سمع كلام الله وأين موسى منا في هذا السماع فعلى مثل هذا تقع الأخبار الذوقية فإن الذي يدركه من يسمع كلام الله في نفسه من الله برفع الوسائط ما يمكن أن يساوي في الإدراك من يسمعه بالترجمة عنه فإن الواحد صاحب الواسطة هو مخير في الإخبار بذلك عن الواسطة إن شاء وعن صاحب الكلام إن شاء وهكذا جاء في القرآن قال تعالى في إضافة الكلام إليه فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله فأضاف الكلام إلى الله وقال في إضافة ذلك الكلام إلى الواسطة والمترجم فقال مقسما إِنَّهُ يعني القرآن لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ وقال إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ فإن فهمت عن الإل