اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

الشبهات وهو كل معلوم يظهر فيه وجه للحق ووجه لغير الحق فيكون في الأرزاق ما هو حلال بين وحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن لاحت له وقف عندها حتى يتبين له أمرها فأما إن يلحقها بالحلال وإما أن يلحقها بالحرام فلا يقدم عليها ما دامت في حقه شبهة فإنها في نفس الأمر مخلصة لأحد الجانبين وإنما اشتبه على المكلف لتعارض الأدلة الشرعية عنده في ذلك وفي المعقولات كالأفعال الظاهرة على أيدي المخلوقين فيها وجه يدل أنها لله ووجه يدل أنها للمخلوق التي ظهرت في الشهادة عليه وهي في نفس الأمر مخلصة لأحد الجانبين وكذلك السحر والمعجزة فالسحر له وجه إلى الحق فيشبه الحق وله وجه إلى غير الحق فيشبه الباطل مشتق من السحر وهو اختلاط الضوء والظلمة فلا يتخلص لأحد الجانبين ولما سحر رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فكان يخيل إليه أنه يأتي نساءه وهو لم يأتهن فأتاهن حقيقة في عين الخيال ولم يأتهن حقيقة في عين الحس فهو لما حكم عليه وهذه مسألة عظيمة وإذا أراد من أراد إبطال السحر ينظر إلى ما عقده الساحر فيعطي لكل عقدة كلمة يحلها بها كانت ما كانت فإن نقص عنها بالكلمات بقي الأمر عليه فإنه ما يزول عنه إلا
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الله تعالى لما أوجد الأشياء عن أصل هو عينه وصف نفسه بأنه مع كل شيء حيث كان ذلك الشيء ليحفظه بما فيه من صورته لإبقاء ذلك النوع في الوجود فظهرت كثرة الصور عن صورة واحدة هي عينها بالحد وغيرها بالشخص كما قلنا في الحبوب عن الحبة الواحدة فهي خزانة من خزائن الجود لما يشبهها ولما يلزمها وإن خالفها في الصورة إذ الخزانة تخزن خزائن وتخزن ما في تلك الخزائن من المخزون فيها فهو وإن خرج عن غير صورتها فلا بد من جامع يجمع بينهما وأظهرها الجسمية في الحبة والورق والثمر والجسد والفروع والأصول وهذا مشهود لكل عين من الحبة الواحدة أو البزرة الواحدة زائدا على الأمثال فالكامل من الخلفاء كالحبوب من الحبة والنوى من النواة والبزور من البزرة فيعطي كل حبة ما أعطته الحبة الأصلية لاختصاصها بالصورة على الكمال وما تميزت إلا بالشخص خاصة وما عدا الخلفاء من العالم فلهم من الحق ما للأوراق والأغصان والأزهار والأصول من النواة أو البزرة أو الحبة ومن هنا يعلم فضل الإنسان الخليفة على الإنسان الحيوان الذي هو أقرب شبها بالإنسان الكامل ثم على سائر المخلوقات فافهم ما بيناه فإنه من لباب العلم بالله الذي أعطاه الكشف وا