الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


على أنه واحد فالكون كله جسم وروح بهما قامت نشأة الوجود فالعالم للحق كالجسم للروح وكما لم يعرف الروح إلا من الجسم فإنا لما نظرنا فيه ورأينا صورته مع بقائها تزول عنها أحكام كنا نشاهدها من الجسم وصورته من إدراك المحسوسات والمعاني فعلمنا إن وراء الجسم الظاهر معنى آخر هو الذي أعطاه أحكام الإدراكات فيه فسمينا ذلك المعنى روحا لهذا الجسم فكذلك ما علمنا أن لنا أمرا يحركنا ويسكننا ويحكم فينا بما شاء حتى نظرنا في نفوسنا فلما عرفنا نفوسنا عرفنا ربنا حذوك النعل بالنعل ولهذا أخبر في الوحي‏

بقوله من عرف نفسه عرف ربه‏

وفي الخبر المنزل الإلهي سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الْآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ فما ظهر العالم عن الله إلا بصورة ما هو الأمر عليه وما في الأصل شرفا لي من تستند الشرور والعالم في قبضة الخير المحض وهو الوجود التام غير أن الممكن لما كان للعدم نظر إليه كان بذلك القدر ينسب إليه من الشر ما ينسب إليه فإنه ليس له من ذاته حكم وجوب الوجود لذاته فإذا عرض له الشر فمن هناك ولا يستمر عليه ولا يثبت فإنه في قبضة الخير المحض والوجود ثم من تمام المعرفة ا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!