الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فاعلم أيضا أن الله ما خلق الإنسان عالما بكل شي‏ء بل أمر نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن يطلب منه تعالى مزيد علم إذ قال له وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فهو في كل حال يستفيد من العلم ما به سعادته وكماله فالذي فطر عليه العالم والإنسان من العلم العلم بوجود الله والعلم بفقر المحدث إليه فإذا كان هذا فلا بد لكل من هذه صفته أن يفر إلى الله لمشاهدة فقره وما يعطيه حكم الفقر من الألم للنفس ليغنيه من انقطع إليه فربما يزيل عنه ألم الفقر بما به تقع اللذة له وهو الغني بالله وهو مطلب لا يصح حصوله أصلا لأنه لو استغنى أحد بالله لاستغنى عن الله والاستغناء عن الله محال فالاستغناء بالله محال لكن الله يعطيه أمرا ما من الأمور التي يحدثها الله فيه عند هذا الطلب يغنيه به ويزيل عنه ما يجده من اللذة ألم ذلك الفقر المعين لا يزيل عنه ألم الفقر الكلي الذي لا يمكن زواله عن الممكن لأن الفقر له وصف ذاتي لا في حال عدم ولا في حال وجود ولهذا لم يجعل في نفس الممكن إلا ما إذا أعطاه ذلك وجد عنده لذة مزيلة ألم الطلب ثم يحدث له طلب آخر لأمر آخر أو لبقاء ذلك الحاصل له على الدوام دنيا وآخرة فلا بد لمن هذه حاله من تخل وفر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!