اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

مشهد من المشاهد شخصا إلهيا يقال له سقيط الرفرف ابن ساقط العرش ورأيت بفأس شخصا يوقد في الأتون ممن سقط وصحبته وانتفع بنا فإن جماعة من أهل الله يعرضون عن الساقطين وسبب ذلك إنهم ما بلغوا من معرفة الله بحيث إنهم يرونه عين كل شيء فلما حصروه صار عندهم كل من سقط من ذلك المقام الإلهي الذي عينوه أعرضوا عنه لبعده عندهم من الله تعالى والعلماء بالله ما لهم حالة الإعراض عن هؤلاء لأنهم في حال الثبوت وحال السقوط ما خرجوا عن المقام الإلهي وإن خرجوا عن المقام السعادي فلا أثر للسقوط عندهم فهم مقبلون على كل ساقط قبول رحمة أو قبول علم ومعرفة لأنهم علموا أين حصل لما سقط أو من هو الذي سقط وقد رفع الله المؤاخذة عنهم وعمن كانوا عنده وهذا من أعظم العناية لمن عقل عن الله بهم وهم لا يشعرون ولا يشعر بهم إلا العلماء بالله قال تعالى وما تَسْقُطُ من وَرَقَةٍ وهي ما تسقط إلا من خشية الله كما قال وإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ من خَشْيَةِ الله والهبوط سقوط بسرعة عن غير اختيار والجبر الأصل فهذا حكم الأصل قد ظهر في الساقطين
إذا سقط النجم من أوجه *** وكان السقوط على وجهه
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الحائلة بينهم وبين ما أمروا به من المراقبة فهم قسمان قسم له الإطلاق في الحفظ كإطلاق حكم الشرع في أفعال المكلف وقسم له التقييد في الحفظ ظاهرا لا باطنا فأما أهل الإطلاق فمنهم من يحافظ على ما عين الحق له منه إنه وسعه وهو القلب ومنهم من يحافظ على ملازمة الحجاب الذي يعلم أن الحق وراؤه فيكون له كالحاجب في العالم ينفذ أوامره وهذه حالة القطب فليس له من الله إلا صفة الخطاب لا الشهود لأنه صاحب الديوان الإلهي فلا يكون إلا من وراء حجاب إلى أن يموت فإذا مات لقي الله وهو مسئول عن العالم والعالم مسئول عنه وهذا هو مقام الرسل صلوات الله عليهم أجمعين وشركهم في هذا المقام من يحافظ على الصلوات في الجماعات إذا قدر عليها وعلى كثرة النوافل منها ليلا ونهارا ولما علموا إن الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ وهم من الأشياء وهم الذين ادعوا أنهم أهل الصورة المثلية لزمهم إن يقوموا في هذه الصفة فيصدق عليهم اسم الحفيظ على كل شيء فيحفظوا ما خصص الله به نفسه في ملكه من الحقوق التي له أن ينازعه فيها أحد من عالمهم وينوب عن العالم بأسره فيما فيه مصالحهم لما هو العالم عليه من الغفلة والجهل فبالجهل لا يعرف مصالحه من غير