الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


نازلون عن رتبة الكمال أظهر الإنسان الكامل الحاجة لما سخر فيه العالم فقوى التسخير في العالم لئلا يفرطوا فيما أمرهم الحق به من ذلك لأنهم لا يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ فوافق الإنسان الكامل بإظهار هذا الفقر الحق في أشغال العالم فكان حقا في فقره كالاسماء وحقا في غناه لأنه لا يرى المسخر له إلا من له الأثر وهو للأسماء الإلهية لا لأعيان العالم فما افتقر إلا لله في أعيان العالم والعالم لا علم له بذلك ولما أطت السماء بعمارها وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وحق لها أن تئط ما فيها موضع شبر إلا وفيه ملك ساجد لله‏

فأخبر في قوله ساجد لله لينبه على نظر كل ملك في السماء إلى الأرض لأن السجود التطاطؤ والانخفاض وقد عرفوا إن الأرض موضع الخليفة وأمروا بالسجود فطأطئوا عن أمر الله ناظرين إلى مكان هذا الخليفة حتى يكون السجود له لأن الله أمرهم بالسجود له ولم يزل حكم السجود فيهم لآدم وللكامل أبدا دائما فإن قلت فيزول في الدار الآخرة مثل هذا السجود قلنا لا يزول لأن الصورة الظاهرة من الإنسان الكامل التي وقع السجود لها أنشأها الله من الطبيعة العنصرية ابتداء وإعادة ففي الابتداء أنبتها من الأرض ثم أعادها

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!