الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فخرج التراب بالنص فيه عن سائر ما يكون أرضا ويزول عنه الاسم بالمفارقة فهذه ستة خص بها هذا النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فكانت منزلة لم ينلها غيره لها حكم في كل منزل من دنيا وهو ما ذكرناه ومن برزخ وقيامة وجنة وكثيب فيظهر حكم هذا الاختصاص الإلهي في كل منزل من هذه المنازل ليتبين شرفه وما فضله الله به على غيره مع كونه أعطى جميع ما فضلت به الرسل بعضها على بعض‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم لتعلم أيها الولي أنه من رحمته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم التي بعثه الله تعالى بها ما أبان الله على لسانه لنا وأمره بتبليغ ذلك فبلغ أنه ليس من شرط الرسالة ظهور العلامات على صدقه إنما هو شخص منذر مأمور بتبليغ ما أمر بتبليغه هذا حظه لا يجب عليه غير ذلك فإن أتى بعلامة على صدقه فتلك فضل الله ليس ذلك بيده فأقام عذر الأنبياء كلهم في ذلك فكان رحمة للرسل في هذا فجاء في القرآن قوله وقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ من رَبِّهِ وهذا قول غير العرب ما هو قول العرب لأنه جاء بالقرآن آية على صدقه للعرب إذ لا يعرف إعجازه وكونه آية غير العرب فلم يرد عنه إنه أظهر آية لكل من دعاه من غير العرب كاليهود والنصارى والمجوس ولكن أي شي‏ء جاء من الآيات فذلك من الله لا بحكم الوجوب عليه ولا على غيره من الرسل فقيل له قُلْ لهم إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ الله وإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ثم قال له أَ ولَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى‏ عَلَيْهِمْ إِنَّ في ذلِكَ لَرَحْمَةً بهم فإنا أرسلناك رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فضمنا القرآن جميع ما تعرف الأمم أنه آية على صدق من جاء به إذ لم يعلموا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!