الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فيلحق ذلك في هذا الموضع من هذا الكتاب فإن بعد عن فهمك ما ذكرناه من تعداد الصور

فقد ورد في الخبر المشهور الحسن الغريب أن الله تجلى لآدم عليه السلام ويداه مقبوضتان فقال له يا آدم اختر أيتهما شئت فقال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة قال فبسطها فإذا آدم وذريته فنظر إلى شخص من أضوئهم أو أضوئهم فقال من هذا يا رب فقال الله له هذا ابنك داود فقال يا رب كم كتبت له فقال أربعين سنة فقال يا رب وكم كتبت لي فقال الله ألف سنة فقال يا رب فقد أعطيته من عمري ستين سنة قال الله له أنت وذاك فما زال يعد لنفسه حتى بلغ تسعمائة وأربعين سنة فجاءه ملك الموت ليقبض روحه فقال له آدم إنه بقي لي ستون سنة فأوحى الله إلى آدم أي يا آدم إنك وهبتها لابنك داود فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فمن ذلك اليوم أمر بالكتاب والشهود

فهذا آدم وذريته صور قائمة في يمين الحق وهذا آدم خارج عن تلك اليد وهو يبصر صورته وصور ذريته في يد الحق فما لك تقربه في هذا الموضع وتنكره علينا فلو كان هذا محالا لنفسه لم يكن واقعا ولا جائزا بالنسبة إذ الحقائق لا تتبدل فاعلم ذلك

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن من الأحوال التي هي أمهات في هذا الباب فإن تفاصيل الأحوال لا تحصى كثرة ولكن نذكر منها الأحوال التي تجري مجرى الأمهات فمنها أحوال الفطرة التي فطر الله الخلق عليها وهو أن لا يعبدوا إلا الله فبقوا على تلك الفطرة في توحيد الله فما جعلوا مع الله مسمى آخر هو الله بل جعلوا آلهة على طريق القربة إلى الله ولهذا قال قُلْ سَمُّوهُمْ فإنهم إذا سموهم بان أنهم ما عبدوا إلا الله فما عبد كل عابد إلا الله في المحل الذي نسب الألوهية له فصح بقاء التوحيد لله الذي أقروا به في الميثاق وأن الفطرة مستصحبة والسبب في نسبة الألوهية لهذه الصور المعبودة هو أن الحق لما تجلى لهم في أخذ الميثاق تجلى لهم في مظهر من المظاهر الإلهية فذلك الذي أجرأهم على أن يعبدوه في الصور ومن قوة بقائهم على الفطرة إنهم ما عبدوه على الحقيقة في الصور وإنما عبدوا الصور لما تخيلوا فيها من رتبة التقريب كالشفعاء وهاتان الحقيقتان إليهما مال الخلق في الدار الآخرة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!