الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أخذ الله بأبصار الملائكة عن شهودها مكتنفة عند الله في غيبة معينة له سبحانه لا تعلم السموات بها مع كونها فيها وقد جعل الله وجود عينها في عالم الدنيا في حركات تلك الأفلاك فمن الناس من أعطى في ذلك الموطن شهود نفسه ومرتبته إما على غاياتها بكمالها وإما يشهد صورة ما من صورة وهو عين تلك المرتبة له في الحياة الدنيا فيعلمها فيحكم على نفسه بها وهنا شاهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم نبوته ولا ندري هل شهد صورة جميع أحواله أم لا فالله أعلم قال تعالى وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وهذا من أمرها وشأنها حفظ هذه الصورة إلى وصول وقتها فتعطيها مراتبها في الحياة الدنيا تلك الصورة الفلكية من غير أن تفقد منها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وهذه الصور كلها موجودة في الأفلاك التسعة وجود الصورة الواحدة في المرايا الكثيرة المختلفة الأشكال من طول وعرض واستقامة وتعويج واستدارة وتربيع وتثليث وصغر وكبر فتختلف صور الأشكال باختلاف المجلى والعين واحدة فتلك صور المراتب حكمت على تلك العين كما حكمت أشكال المرايا على الصورة فالعارف من عرف ذاته لذاته من غير مجلى وإن كان بهذه المثابة لم تؤثر فيه المرا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم إن آدم عليه السلام لما أوجده الله وسواه كما سوى الأفلاك وجميع الحضرات التي ذكرنا جعل لنا في صورته صورا مثل ما فعل فيما تقدم من المخلوقات ثم قبض على تلك الصور المعينة في ظهر آدم وآدم لا يعرف ما يحوي عليه كما أنه كل صورة لنا في كل فلك ومقام لا يعرف بها ذلك الفلك ولا ذلك المقام وإنه للحق في كل صورة لنا وجه خاص إليه من ذلك الوجه يخاطبنا ومن ذلك الوجه نرد عليه ومن ذلك الوجه نقر بربوبيته فلو أخذنا من بين يدي آدم لعلمنا فكان الأخذ من ظهره إذ كان ظهره غيبا له وأخذه أيضا معنا في هذا الميثاق من ظهره فإن له معنا صورة في صورته فشهد كما شهدنا ولا يعلم أنه أخذ منه أو ربما علم فإنه ما نحن على يقين من أنه لم يعلم بأنه أخذ منه ولا بأنا أخذنا منه ولكن لما رأينا أن الحضرات التي تقدمته لا تعلم بصورنا فيها قلنا ربما يكون الأمر هنا كذلك فرحم الله عبدا وقف على علم ذلك أنه علم آدم أو لم يعلم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!