الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أم لا فعندنا إنه نافع وعند غيرنا إنه غير نافع وإنما وقع الخلاف في مثل هذه المسألة بوجود الكشف عند الواجد وعدم الكشف عند المخالف مع الاستناد إلى أمر معارض إما عقلي وإما سمعي ثم إن الله تعالى أمر عباده بالإقامة على ما خلقهم له من الذلة والافتقار إليه ببواطنهم عامة وبظواهرهم على طريقة مخصوصة بينها لهم الشارع وهي جميع الأفعال المقربة إلى الله سواء اقترنت بها في الصورة الظاهرة عزة أو ذلة وربوبية أو عبودية بخلاف الباطن فإن الباطن يجري على الأمر المحقق الذي هو في نفسه عليه والظاهر يجري على ما تقتضيه المصلحة في الوقت بك أو بغيرك فإن ظهر ربوبية وعزة في ظاهر العبد العارف كما ذكرناه لمصلحته فإن الميل في الباطن إلى الذلة والعبودية موجود عنده وهو المعتمد عليه وذلك عارض ولا سيما في موطن التكليف ومن هذا المنزل ينشئ العبد الأعمال صورا قائمة يكون فيها خلاقا بالفعل ولكن مما يقع له به السعادة عند الله فلا يزال ينشئ تلك الصورة حتى يراها قائمة بين يديه حسا ينظر إليها ويفرح بها وجميع ما يظهر من تلك الصورة مما تقتضيه السعادة فإنما هو لمنشئ هذه الصورة وهو هذا العبد فهي له كرأس المال وما يكون عنها كالأرباح

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!