اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

أتتك فتوح الكون بالبلد القفر *** مؤيدة بالعز والقسر والنصر
وبالليلة الغراء جاءت ركائب *** من العالم العلوي في كنف الغفر
فراجع إذا راجعت ربك وحده *** بتنزيه إيمان تولد عن ذكر
يراجعك من عرش وإن شاء من عمي *** بغير هواء حار في كونه فكري
قال تعالى ثُمَّ قَضى أَجَلًا وهو نهاية عمر كل حي يقبل الموت وأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ وهو ميقات حياة كل من كان قبل الموت في حياته الأولى وهو المعبر عنه بالبعث ولذلك قال تعالى ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ يعني فيه فإن الموت لا يمترون فيه فإنه مشهود لهم في كل حيوان مع الأنفاس وإنما وقعت المرية في البعث وهو الأجل المسمى المذكور وإنما لم يجعل أجل الموت مسمى لأن الله يقول ونُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ من في السَّماواتِ ومن في الْأَرْضِ إِلَّا من شاءَ الله فاستثني طائفة لا يصعقون فلا يموتون فأما أن يكونوا
لكونهم على حقائق لا تقبل الموت فيكون استثناء منقطعا وإما أن
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم أيها السامع أن أهل الله إذا جذبهم الحق إليه سبحانه من مريد ومراد جعل في قلوبهم داعية إلى طلب سعادتهم فبحثوا عليها وفحصوا عنها ووجدوا في قلوبهم رقة وخشوعا وطلبا للسلامة مما الناس عليه من التكالب والتحاسد والتدابر والتنافر فإذا وفوا مكارم الأخلاق أو قاربوا ذلك وجدوا في أنفسهم داعية إلى الخلوات والانفراد عن الناس فمنهم من أخذ في السياحة ولازم الجبال والفلوات ومنهم من كانت سياحته في البلاد كل ما أنس به أهل بلدة أو عرف فيها رحل عنها إلى غيرها ومنهم من عزل في مسكنه بيتا وانفرد به واحتجب عن الناس كل ذلك ليقع له التفرد بالحق الذي دعاه إليه والأنس به لا ليعلم ولا ليجد كونا من الأكوان من خرق عادة في ظاهر الحس أو في سره فلا يزال على كل ما ذكرناه إلى أن ينقدح له في نفسه لبعضهم أو في خياله لبعضهم أو من خارج لبعضهم من جانب الحق ما يحول بينه وبين نفسه ويستوحش من ذلك الوارد عليه ويطلب الأنس بالمخلوق في تلك الساعة فإذا سكت حكم الوارد عنه وعاد إلى حسه اشتاق إليه اشتياقا شديدا واستفرغ في محبة ذلك الوارد استفراغا عظيما ووجد حلاوته عند فقده وسرت اللذة في حسه وروحه ويأتيه في ذلك الوارد خطاب وتعريف