الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


منا في هذه الدنيا لهلك لقوة رائحته تمتد ما شاء الله إن تمتد ودخلت في هذه الأرض أرضا من الذهب الأحمر اللين فيها أشجار كلها ذهب وثمرها ذهب فيأخذ التفاحة أو غيرها من الثمر فيأكلها فيجد من لذة طعمها وحسن رائحتها ونعمتها ما لا يصفها واصف تقصر فاكهة الجنة عنها فكيف فاكهة الدنيا والجسم والشكل والصورة ذهب والصورة والشكل كصورة الثمرة وشكلها عندنا وتختلف في الطعم وفي الثمرة من النقش البديع والزينة الحسنة ما لا تتوهمه نفس فأحرى إن تشهده عين ورأيت من كبر ثمرها بحيث لو جعلت الثمرة بين السماء والأرض لحجبت أهل الأرض عن رؤية السماء ولو جعلت على الأرض لفضلت عليها أضعافا وإذا قبض عليها الذي يريد أكلها بهذه اليد المعهودة في القدر عمها بقبضته لنعمتها ألطف من الهواء يطبق عليها يده مع هذا العظم وهذا مما تحيله العقول هنا في نظرها ولما شاهدها ذو النون المصري نطق بما حكي عنه من إيراد الكبير على الصغير من غير أن يصغر الكبير أو يكبر الصغير أو يوسع الضيق أو يضيق الواسع فالعظم في التفاحة على ما ذكرته باق والقبض عليها باليد الصغيرة والإحاطة بها موجود والكيفية مشهودة مجهولة لا يعرفها إلا الله وهذا العلم مما انفر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وإذا نظرت إلى نسائها ترى أن النساء الكائنين في الجنة من الحور بالنسبة إليهن كنسائنا من البشر بالنسبة إلى الحور في الجنان وأما مجامعتهن فلا يشبه لذتها لذة وأهلها أعشق الخلق فيمن برد عليهم وليس عندهم تكليف بل هم مجبولون على تعظيم الحق وجلاله تعالى لو راموا خلاف ذلك ما استطاعوا وأما أبنيتهم فمنها ما يحدث عن همهم ومنها ما يحدث كما تبنى عندنا من اتخاذ الآلات وحسن الصنعة ثم إن بحارها لا يمتزج بعضها ببعض كما قال تعالى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ فتعاين منتهى بحر الذهب تصطفق أمواجه ويباشره بالمجاورة بحر الحديد فلا يدخل من واحد في الآخر شي‏ء وماؤهم ألطف من الهواء في الحركة والسيلان وهو من الصفاء بحيث أن لا يخفى عنك من دوابه ولا من الأرض التي يجري البحر عليها شي‏ء فإذا أردت أن تشرب منه وجدت له من اللذة ما لا تجده لمشروب أصلا وخلقها ينبتون فيها كسائر النباتات من غير تناسل بل يتكونون من أرضها تكون الحشرات عندنا ولا ينعقد من مائهم في نكاحهم ولد وإن نكاحهم إنما هو لمجرد الشهوة والنعيم وأما مراكبهم فتعظم وتصغر بحسب ما يريده الراكب وإذا سافروا من بلد إلى بلد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن أعجب ما فيها إدراك الألوان في الأجسام السفلية التي هي كالهواء ويتعلق الإدراك بألوانها كما يتعلق بالألوان التي في الأجسام الكثيفة وعلى أبواب مدائنها عقود من الأحجار الياقوتية كل حجر منها يزيد على الخمسمائة ذراع وعلو الباب في الهواء عظيم وعليه معلق من الأسلحة والعدد ما لو اجتمع ملك الأرض كلها ما وفي بها وعندهم ظلمة ونور من غير شمس تتعاقب وبتعاقبهما يعرفون الزمان وظلمتهم لا تحجب البصر عن مدركه كما لا يحجبه النور ويغزو بعضهم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!