الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


من الأسماء فإن سر العلم بالله هو جمع الأضداد بالحكم في العين الواحدة من حيث ما هو منسوب إليه كذا مما له ضد من ذلك بعينه ينسب إليه ضده وهذا سر لا يعلمه إلا من وجده في نفسه فاتصف به فحكم على عينه بحكم حكم عليه أيضا بضده من حيث حكم ضده لا من نسبة أخرى ولا من إضافة ولهذا جعله الله سر العلم لأن العلم كل علم حصل عن دلالة لأنه مشتق من العلامة ولذلك أضيف العلم إلى الله بالأشياء لأنه علم نفسه فعلم العالم فهو دليل وعلامة على العالم كما كان العالم علامة عليه في علمنا به وهوقوله صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه عرف ربه‏

فجعلك لك دليلا عليه فعلمته كما كانت ذاته دليلا عليك له فعلمك فأوجدك فهذا من خفي سر العلم الذي لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا كان الحق سمع العبد وبصره وعلمه علمته به وجعلته دليلا وعلامة على نفسه وهذا هو سر الحال ومنه نفخ عيسى في الصورة التي أنشأها من الطين فكانت طيرا وبسر العلم دعاء إبراهيم عليه السلام الأطيار فاتته سعيا فإن كان قوله بِإِذْنِي العامل فيه تنفخ فهو سر الحال وإن كان العامل فيه فيكون فهو سر العلم وهذا لا يعلمه إلا صاحبه وهو عيسى عليه السلام وسر العلم أتم من سر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!