الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


لا يكون لأن الكون وجود وهذه التوجهات والكلمات في خزائن الجود لكل شي‏ء يقبل الوجود قال تعالى وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وهو ما ذكرناه وقوله وما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ من اسمه الحكيم فالحكمة سلطانة هذا الإنزال الإلهي وهو إخراج هذه الأشياء من هذه الخزائن إلى وجود أعيانها وهو قولنا في أول خطبة هذا الكتاب الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمه وعدم العدم وجود فهو نسبة كون الأشياء في هذه الخزائن محفوظة موجودة لله ثابتة لأعيانها غير موجودة لأنفسها فبالنظر إلى أعيانها هي موجودة عن عدم وبالنظر إلى كونها عند الله في هذه الخزائن هي موجودة عن عدم العدم وهو وجود فإن شئت رجحت جانب كونها في الخزائن فنقول أوجد الأشياء من وجودها في الخزائن إلى وجودها في أعيانها للنعيم بها أو غير ذلك وإن شئت قلت أوجد الأشياء عن عدم بعد أن تقف على معنى ما ذكرت لك فقل ما شئت فهو الموجد لها على كل حال في الموطن الذي ظهرت فيه لأعيانها وأما قوله ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ فهو صحيح في العلم لأن الخطاب هنا لعين الجوهر والذي عنده أعني عند الجوهر من كل موجود إنما هو ما يوجده الله في محله من الصف

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!