الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الله جل جلاله عن التقييد فهو قبلة القلوب فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله حقيقة منزهة بلا خلاف بين أهل الله فإذا سجد العبد لله فقد سجد للقبلة المعتبرة فإن الله بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ لا تقيده الجهات ولا تحصره الأينيات وهو بالعين في كل أين ليس ذلك لسواه ولا يوصف به موجود إلا إياه فإن جمع الساجد بين القبلتين كما جمع في خلقه بين النشأتين باليدين فيقيد من يقبل التقييد ويطلق من يقبل الإطلاق فيعطي كل ذي حق حقه كما إن الله أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

في سائمة الإبل والبقر والغنم وغير السائمة

فإن قوما أوجبوا الزكاة فيها كلها سائمة وغير سائمة وذهب الأكثرون إلى أن لا زكاة في غير السائمة من هذه الثلاثة الأنواع‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال بعضهم وهو أبو علي الدقاق التوبة على ثلاثة أقسام لأن لها بداية ووسطا وغاية فبدؤها يسمى توبة ووسطها يسمى إنابة وغايتها يسمى أوبة فالتوبة للخائف والإنابة للطائع والأوبة لراعي الأمر الإلهي يشير بهذا التقسيم إلى أن التوبة عنده عبارة عن الرجوع عن المخالفات خاصة والخروج عما يقدر عليه من أداء حقوق الغير المترتبة في ذمته مما لا يزول إلا بعفو الغير عن ذلك أو القصاص أو رد ما يقدر على رده من ذلك وقال رويم وقد سئل عن التوبة التوبة من التوبة كما قال ابن العريف‏

قد تاب أقوام كثير وما *** تاب من التوبة إلا أنا

ومقالات القوم في التوبة كثيرة مذكورة في كتب المقامات للمنذري والقشيري والمطوعي وعمرو بن عثمان المكي وغيرهم فلينظر هنالك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقد جعل الله هذا الزمان الذي هو الليل والنهار يوما والزمان هو اليوم والليل والنهار موجودان في الزمان جعلهما أبا وأما لما يحدث الله فيهما كما قال يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ كمثل قوله في آدم فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ فإذا غشى الليل النهار كان الليل أبا وكان النهار أما وصار كل ما يحدث الله في النهار بمنزلة الأولاد التي تلد المرأة وإذا غشى النهار الليل كان النهار أبا وكان الليل أما وكان كل ما يحدث الله من الشئون في الليل بمنزلة الأولاد التي تلد الأم وقد بينا هذا الفصل في كتاب الشأن لنا تكلمنا فيه على قوله تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ وسيأتي إن شاء الله في هذا الكتاب إن ذكرنا الله به من معرفة الأيام طرفا شافيا وكذلك قال تعالى أيضا يُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ ويُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ فزاد بيانا في التناكح وأبان سبحانه بقوله وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ أن الليل أم له وأن النهار متولد عنه كما ينسلخ المولود من أمه إذا خرج منها والحية من جلدها فيظهر مولدا في عالم آخر غير العالم الذي يحويه الليل والأب هو اليوم الذي ذكرناه وقد بينا ذلك في كتاب الزمان لن

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن البقاء والفناء لا يعقلان في هذا الطريق إلا مضافين الفناء عن كذا والبقاء مع كذا ولا يصح الفناء عن الله أصلا فإنه ما ثم إلا هو فإن الاضطرار يردك إليه ولهذا تسمى تعالى لنا بالصمد لأن الكون يلجأ إليه في جميع أموره وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فلم يبق أن يكون فناؤك إلا عنك ولا تفني عنك حتى تفني عن جميع الأكوان والأعيان أعني فناء أهل الله فإن أتحفك الحق بتحفة منه تعالى فتحفه من جملة أكوانه فهي محدثة فتطلبك التحفة لتقبلها فتجدك فانيا عنها فعادت إلى معطيها فكان ذلك سوء أدب منك في الأصل حيث سألت ما قادك إلى مثل هذا فإن الله يعطي دائما فينبغي للعبد أن يكون قابلا دائما فلا تسأل إن كنت من أهل الله إلا عن أمر إلهي أعني على التعيين وإلا فاسأل الله من فضله من غير تعيين‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!