الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


والصلاة وقعت في الرتبة الثانية من قواعد الايمان التي بنى الإسلام عليها

في الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج‏

فعلم الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم راعى الترتيب لما يدخل الواو من الاحتمال ولهذا لما قال بعض رواة هذا الحديث من الصحابة لما سرده فقال والحج وصوم رمضان أنكر عليه وقال له وصوم رمضان والحج فقدمه وعلمنا أنه أراد الترتيب ونبه على إن لا ننقل عنه صلى الله عليه وسلم إلا عين ما تلفظ به فإنه من العلماء من يرى نقل الحديث المتلفظ به من النبي صلى الله عليه وسلم على المعنى فالصلاة ثانية في القواعد مشتقة من المصلي في الخيل وهو الذي يلي السابق في الحلبة والسابق في القواعد الشهادة والمصلي هي الصلاة وجعل الزكاة تلي الصلاة لأن الزكاة التطهير فناسبت الصلاة فإن الصلاة لا يقبلها الله بغير طهور والزكاة تطهير الأموال قال تعالى قَدْ أَفْلَحَ من زَكَّاها يعني النفس التي سواها يريد قد أفلح من طهرها بامتثال أوامر الله ومن شرط الصلاة طهارة الثياب والأبدان والبقعة التي توقع الصلاة عليه

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن ذلك ما معنى قوله تعالى أَوْ أَدْنى‏ من الباب 41و< قال لا يكون قرب أقرب من القوسين إلا من كان قربه قرب حبل الوريد منه وهو القرب العام ومن عرف هذا القرب كان من المقربين وعرف سر الحق في وجوده وموجوداته على التنزيه وقال فَأَمَّا إِنْ كانَ من الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ لما هو عليه من الراحة حيث رآه عين كل شي‏ء ورَيْحانٌ لما رآه عين الرزق الذي يحيى يتناوله كما قال سهل وقد سئل عن القوت فقال الله وجَنَّةُ نَعِيمٍ أي ستر ينعم به وحده لما علم إن كل أحد ما له من الله تعالى مثل هذا المشهد وهؤلاء هم الذين هم في جَنَّاتٍ ونَهَرٍ في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ لأنهم كل ما هموا به انفعل لهم وقال قوله أَوْ أَدْنى‏ يعني أدنى مما تمناه العبد أو يتمناه وهذا أبلغ في المعنى في قوله أَوْ أَدْنى‏ وقال فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فاجتمع عليه فإنه قرآن وإذا قرأته من كونه فرقانا فكن بحسب الآية التي أنت فيها في جميع قراءتك وقال فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ من الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فإن القرآن جمع والجمعية تدعوه للحضور فهي معينة له بخلاف الفرقان فالقرآن يحضره والفرقان يطرده‏<

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ذكر أبو أحمد بن عدي الجرجاني من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل أحد مكة إلا بإحرام من أهلها أو من غير أهلها

وفي إسناده مقال وحمل الإحرام المذكور في هذا الحديث عندي على أنه لا يدخلها إلا محترما لها إذ قد

صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام‏

وقال في توقيت المواقيت لمن أراد الحج والعمرة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وسفر في الأسماء الإلهية بالتخلق وهو سفر حاله نازل عن الحال الأول وسفر ثالث في الأكوان بالاعتبار وهو حال دون الحالين وسفر جامع لهذه الأسفار كلها في أحوالها وهو أعظم أسفار الكون والأول أعظم الأسفار وأجلها فإذا دعا لحق المسافر للصلاة قصر عن صلاة المقيم لموضع الفرق فكما تميز المقيم من المسافر وحال الإقامة من حال السفر تميز حكم صلاة المقيم من حكم صلاة المسافر وأما قول عائشة وهو قول الله في الخوف فإن العبد مطلوب في كل نفس بمراقبة الحق في حكمه تعالى في ذلك النفس بما شرع له تعالى فيه خاصة وما كل أحد يقدر على مراعاة هذا المقام مع الحق فلا يزال في خوف دائما فالعارف إذا حصل فيه وخاف أن يلتبس عليه مناجاة الحق في الأنفاس اقتصر من المناجاة على ما يختص بذلك النفس فكان الخوف سببا للقصر وهو قول الله تعالى الذي ذهبت إليه عائشة وسيأتي تحقيق ما أومأنا إليه فيما بعد ولما قلنا إن العلماء اختلفوا من ذلك في خمسة مواضع تعين علينا إن نذكرها واعتباراتها موضعا موضعا إن شاء الله تعالى كما جرت عادتنا في عبادات هذا الكتاب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فبقي أهل المجالس من غير حديث مائتين وثلاثة وسبعين نفسا وهم تمام الثلاثمائة والثلاثة عشر فجلوسهم جلوس مشاهدة للاستفادة من حيث إن أعيانهم مظهر لبصر الحق فيرونه به وهم غيب في ذلك المظهر وتكون استفادتهم من ذلك التجلي استفادة أصحاب الرصد فتعطيهم الأرصاد العلوم من غير حديث لكنه حديث معنوي بدلالات ظاهرة تقوم تلك الدلالات مقام الخطاب بالحروف والإشارات في عالم الحروف والإشارات فالغرض الحاصل من هذه المجالس سواء كانت مجالس شهود أو حديث حصول علو ينتقش في عين هذا المظهر من نظر أو سماع وهؤلاء هم المعتنى بهم من أهل الله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!