﴿مِزٰاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ﴾ [المطففين:27] فهو نهر أعلى ينزل من العلي إلى عين أدنى له علو المرتبة كعلو الكعبة و إن كانت في تهامة فالحج إليها على شرفها علامة أقرب ما يكون العبد من ربه في حال السجود و أين النزول من الصعود فعلمنا إن نعت السجود بالأعلى أولى من مات فقد قامت قيامته و إن خفيت بالأرض قامته لو بقي الجدار أرضا ما اتصف بالهدم و لو لم يكن الشيخ شابا ما نعت بالهرم جبل الخلق على الحركة فانتقل في الأطوار و حكمت عليه بمرورها الأعصار الزمان زمانه و ما بيده أمانة و من يحوي عليهم هم أهل الأمانات و لهم فيها علامات فمن عرف علامته أخذ أمانته و لو رام أخذ ما ليس له ما أعطاه استعداده و لا قبله و ما مات أحد إلا بحلول أجله و ما قبض إلا دون أمله ليس بخاسر و لا مغبون من كان أمله المنون فإن فيه اللقاء الإلهي و البقاء الكياني
[سر الموت و ما فيه من الفوت]
و من ذلك سر الموت و ما فيه من الفوت من الباب 125 الفوت في الموت لكل ميت الدار الدنيا محل بلوغ الأمل ما لم يخترمه الأجل هي مزرعة الآخرة فأين الزارع و فيها تكتسب المنافع الحصاد في القبور و البيدر في الحشر و النشور و الاختزان في الدار الحيوان ذبح الموت أعظم حسرة و ذبحه لتنقطع الكرة من كانت تجارته بائرة فكرته خاسرة إذا رد في الجافرة أين الرد في الحافرة من قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية