و ليس المرئي سواه فأثبتها لنا و نفاها عنه لما علم منه و لم يقل نرى بالنون و فيه سر مصون
[إيثار السكوت و ملازمة البيوت]
و من ذلك إيثار السكوت و ملازمة البيوت من الباب 93 السكوت حلية الأبدال و ملازمة البيوت ضرب من الخلوات و الاعتزال السكوت من المحال فلا بد من نطق على كل حال و ليس من شرط البيان حركة اللسان فإن لسان الحال أفصح و ميزانها في الإبانة عن نفس صاحبها أرجح و ملازمة البيوت عين النطق بلسان الحق و من سكت بكت و ربما رمى بالخرس و قام له مقام الجرس فظهر سره و إن جهل أمره و صار حديثا بين الناس و وقع في النفوس منه التباس و كثرت فيه المقالات و تطرقت إليه الاحتمالات ففتح بصمته أبواب الألسنة لسنة و عمر بملازمة بيته جميع الأمكنة فإن له في كل محفل ذكرا فقد جاء شيئا إمرا لو لم يكن في السكوت و ملازمة البيوت إلا اتصاف صاحبه بصفة غير إلهية مضاف إلى ذلك ما تحيله الماهية فإن النطق من حده فكيف يقول بفقده
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية