لو أن ما عنده عندي لقلت به *** لكنني مفلس لذاك نشترط
كشرط موسى عليه حين أرسله *** إلى جبابرة من ربهم قنطوا
فجاء من عندهم صفر اليدين و ما *** خابت مقاصده لكنهم قسطوا
[الواجد و هو الذي لا يعتاص عليه شيء]
يدعى صاحبها عبد الواجد بالجيم و هو الذي لا يعتاص عليه شيء و هو الغني بالأشياء فإذا طلب أمرا ما و لم يكن ذلك المطلوب أي لم يحصل فيكون تعويقه من قبله فإنه لا يعتاص عليه شيء مثاله طلب من أبي جهل أن يؤمن بأحدية اللّٰه و برسوله و بما جاء من عنده فلم يجبه إلى ما طلبه منه فالظاهر من إبايته أنه ليس بواجد لما طلب منه و المنع إنما كان منه إذ لم يعطه التوفيق و لو شاء لهديكم أجمعين فهو الواجد بكن إذا تعلقت الإرادة بكونه فما يعتاص عليه شيء يقول له كن فلو قال للإيمان كن في محل أبي جهل و غيره ممن لم يؤمن و خاطبه بالإيمان لكان الايمان في محل المخاطب أبي جهل و غيره فكونه واجدا إنما هو بكن و ما عدا كن فما هو من حضرة الوجدان و كذلك عرضه عزَّ وجلَّ الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال أن يحملنها ﴿فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا﴾ [الأحزاب:72]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية