إنما المحيي الذي يحيي *** مثل نشر الثوب من طي
فإذا ما قيل لي تحيي *** قلت ربي الذي يحيي
و هو مولاي و مستندي *** و مزيل الرشد بالغي
و إذا ما جئت أسئلة *** زادني ليالي
لست في خير و في دعة *** كلما دعيت بالشيء
[أن الحياة للأشياء فيض من حياة الحق عليها]
يدعى صاحبها عبد المحيي و هو الذي يعطي الحياة لكل شيء فما ثم إلا حي لأنه ما ثم إلا من يسبح اللّٰه بحمده و لا يسبحه إلا حي سواء كان ميتا أو غير ميت فإنه حي لأن الحياة للأشياء فيض من حياة الحق عليها فهي حية في حال ثبوتها و لو لا حياتها ما سمعت قوله كن بالكلام الذي يليق بجلاله فكانت و إنما كان محييا لكون حياة الأشياء من فيض اسم الحي كنور الشمس من الشمس المنبسط على الأماكن و لم تغب الأشياء عنه لا في حال ثبوتها و لا في حال وجودها فالحياة لها في الحالتين مستصحبة و لذلك قال إبراهيم ع ﴿لاٰ أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾ [الأنعام:76] فإن الإله لا يكون من الآفلين و الحي من أسمائه تعالى و ليس الموت من أسمائه فهي يحيي و يميت و ليس الموت بإزالة الحياة منه في نفس الأمر و عند أهل الكشف و لكن الموت عزل الوالي و تولية وال لأنه لا يمكن أن يبقى العالم بلا وال يحفظ عليه مصالحه لئلا يفسد فاستناد الموت إذا كان عبارة عن الانتقال و العزل يستند إلى حقيقة إلهية و ليس إلا فراغ الحق من شيء إلى شيء آخر فما له فيما فرغ منه من حكم في ذلك الوجه المفروغ منه و ليس إلا إيجاد عينه خاصة و ما بقي الشغل و عدم الفراغ إلا في إيجاد ما به بقاؤه في الوجود فإلى هذه الحقيقة الإلهية مستند الموت في العالم إلا ترى إلى الميت يسأل و يجيب إيمانا و كشفا و أنت يا محجوب تحكم عليه في هذه الحال عينا إنه ميت و كذا جاء إن الميت يسأل في قبره و ما أزال عنه اسم الموت السؤال فإن الانتقال موجود فلو لا أنه حي في حال موته ما سئل فليس الموت بضد للحياة إن عقلت
«الميت حضرة الموت»
يميت بالجهل أقواما و إنهم *** بالمال و الجاه عند الخلق أحياء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية