﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15] لعلمه بفقرهم إليه فلم يتنبه لهذا القول إلا من فتح اللّٰه عين فهمه في القرآن و علم أنه الصدق و الحق الذي ﴿لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت:42] فكلام الحق لا يعلمه إلا من سمعه بالحق فإنه
كلام لا يكفيه سماع *** كلام ما له فينا انطباع
فنسمعه و نتلوه حروفا *** بنظم لا يداخله انصداع
فقول اللّٰه هذا القول الساري القديم الطارئ من سمعه تكلم به و من لم يسمعه ما سمع إلا هو و لم يتكلم به و ما تكلم إلا به فصاحب الحجاب لا يعلم ذلك إلا بالخبر مثل قول اللّٰه ﴿فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:6] و مثل المصلي إذا قال سمع اللّٰه لمن حمده و كل مصل إذا كان فذا أو اماما يقول سمع اللّٰه لمن حمده هذا محل الإجماع و ما كل قائل هذا يعلم أن اللّٰه هو القائل إلا إذا سمع هذا الخبر فهذا هو المحجوب و أما أهل الكشف و الوجود فما يحتاجون إلى خبر بل يعلمون من هو السامع و القائل فهم غرقى في بحره لا يرجون موتا و لا حياة و لا نشورا
إني أكابد اللجج *** حتى أفوز بالثبج
و إنما العلم به *** في موج هذه اللجج
و السيف لا أرى له *** عينا فدع عنك الحجج
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية