بل حكمه سار فقد عمنا *** و نفسه فانظر ترى ما ترى
كل تغذى فيه قام في *** وجوده حقا بغير افترا
فقوت القوت الذي يتقوت به هو استعماله فالمستعمل قوت له لأنه ما يصح أن يكون قوتا إلا إذا تقوت به فاعلم من قوتك و من أنت قوته روينا عن عالم هذا الشأن و هو سهل بن عبد اللّٰه التستري أنه رضي اللّٰه عنه سئل عن القوت فقال اللّٰه فقيل له عن الغذاء نسألك فقال اللّٰه لغلبة الحال عليه فإن الأحوال هي ألسنة الطائفة و هي الأذواق فنبهه السائل على ما قدر ما أعطاه حاله في ذلك الوقت فقال يا سهل إنما أسألك عن قوت الأجسام أو الأشباح فعلم سهل أن السائل جهل ما أراده سهل فنزل إليه في الجواب بنفس آخر غير النفس الأول و علم أنه رضي اللّٰه عنه جهل حال السائل كما جهل السائل جوابه فقال له سهل ما لك و لها يعني الأشباح دع الديار إلى بانيها إن شاء خربها و إن شاء عمرها فما زال سهل عن جوابه الأول لكن في صورة أخرى و عمارة الدار بساكنها فالقوت لله كما قال أول مرة إلا أن السائل قنع بالجواب الثاني لنزوله من النص إلى الظاهر و هكذا أكثر أجوبة العارفين إذا كانوا في الحال أجابوا بالنصوص و إذا كانوا في المقام أجابوا بالظواهر فهم بحسب أوقاتهم و هذا القدر من التنبيه على شرف هذه الحضرة كاف إن شاء اللّٰه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
(حضرة الاكتفاء)
إن الحسيب هو العليم بما لنا *** و بما له فالكل في الحسبان
لو تعلمون بما أقول و صدقنا *** فيه و في الأكوان و الإنسان
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية