﴿اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ﴾ [ طه:5] و كان شيخنا العريبي يقف في هذه الآية على العرش و يبتدئ استوى ﴿لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ﴾ [ طه:6] أي ثبت له و كل ما سوى اللّٰه عرش له علو قدر و مكانه في قلوب العارفين به من علماء النظر و غيرهم من العلماء فعلوه تعالى بهذا التفسير مطلق و بقي علو المكان الذي أثبته الايمان بالخبر الصدق و دل عليه عند العلماء بالله من طريق الشهود صور التجلي فهو ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ [النساء:126] لاستوائه و لما كان أعلى الموجودات و أعظمها من وجب له الوجود لنفسه استقلالا و كان له الغني صفة ذاتية لم يفتقر إلى غيره كان بالاسم العلي أولى و أحق و كان من كان وجوده بغيره مستوي لهذا العلي و ليس إلا اللّٰه فمن هذه الحضرة ظهر العلو فيمن علا في الأرض كفرعون الذي قال اللّٰه تعالى فيه ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاٰ فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص:4] و جعل العلو في الإرادة في بعض الناس و ذمهم بذلك فقال ﴿تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص:83] و نعني بالدار الآخرة هنا الجنة خاصة دون النار ﴿نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص:83]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية