[إن الوجود قد انقسم في ذاته إلى ما له أول و إلى ما لا أول له]
فاعلم إن الوجود قد انقسم في ذاته إلى ما له أول و هو الحادث و إلى ما لا أول له و هو القديم فالقديم منه هو الذي له التقدم و من له التقدم له الرفعة و الحدوث له التأخر و من تأخر فله الانخفاض عن الرفعة التي يستحقها القديم لتقدمه فإن المتقدم له التصرف في الحضرات كلها لأنه لا منازع له يقابله و لا يزاحمه و يرى المراتب فيأخذ الرفيع منها و الحادث ليس له ذلك التصرف في المراتب فإنه يرى القديم قد تقدمه في الوجود و تصرف و حاز مقام الرفعة و ما نزل عنه فهو خفض فلم يكن له تصرف إلا في حضرة الخفض فإذا أراد الحق أن يتصرف فيها تصرف المحدث ينزل إليها فإذا نزل إليها حكم عليه بأحكامها فإذا ارتفع عنها بعد هذا النزول هو المسمى بهذا الارتفاع الخاص متكبرا فقوله ﴿اَلْعَزِيزُ الْجَبّٰارُ﴾ [الحشر:23]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية