﴿وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ [هود:123] فيقبضه بحيث إنه لا يبقى لغير اللّٰه فيه تصرف بعد القبض الإلهي إلا أن يعطيه الحق ذلك فيقبضه العبد من ربه و أول قبض قبضه الممكن من ربه وجوده فقبض الحق من الممكن علمه به و قبض الممكن من الحق وجوده و جميع ما يتصرف فيه و يضاف إليه من الأفعال فإذا وقعت يقبضها الحق من العامل فحضرة القبض بين القابض و المقبوض و المقبوض منه و قد يكون لهذه الحضرة في القابض قبض مجهول و هو خطر جدا كما يكون لها قبض معلوم فإذا وجد العبد من هذه الحضرة قبضا في نفسه لا يعرف سببه و لا يعرف منه سوى علمه بأنه قابض لأمر مجهول فهو مقبوض الباطن للحق بذلك الأمر الذي لا يعلمه فإذا وقع له مثل هذا القبض من هذه الحضرة فليسكن على ما هو عليه و ليتحرك على الميزان المشروع و الميزان العقلي و لا يتزلزل فإنه لا بد أن ينقدح له سبب وجود ذلك القبض إما بما يسوءه أو بما يسره و لله عباد يسرهم كل شيء يقامون فيه من بسط و قبض مجهول و معلوم
[أن الأدب مصاحب لحضرة القبض]
و اعلم أن الأدب مصاحب لهذه الحضرة و لحضرة البسط فإذا قبض من الحق ما يعطيه اللّٰه فيقبضه من يده في أمور معينة و من يد الغير في أمور معينة يعين ذلك مسمى الخير و الشر فالخير كله بيد اللّٰه فيقبضه منه و لكن بأدب يليق بذلك الخير المعين و ابذل جهدك في إن لا تقبض الشر جملة واحدة فإن أعماك الحق و أصمك و استعملك في قبض الشر فمن الأدب أن لا تقبضه من يد اللّٰه و اقبضه من يد المسمى شيطانا فإن على يده يأتيك الشر فلو زال هذا البريد لم يقع في الوجود حكم شر و ما أظهر عين الشر من هذا الشيطان إلا التكليف فإذا ارتفع ارتفع هذا الحكم و لم يبق إلا الغرض و الملاءمة فنيل الغرض و الملائم خير و فقد ما تعلق به الغرض و ما لا يلائم شر
فخذ الخير كله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية