«قوله تعالى كنت سمعه و بصره» الحديث فهذه كلها صور حجابية أعطتها البشرية و ما ثم إلا بشر و روح هذه المسألة ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي فنفى الوسائط عن خلق آدم و من هنا إلى ما دون ذلك حكم اسم البشر فحيث ارتفعت الوسائط ظهر حكم البشرية لمن عقل ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [النحل:67] فهذا حصر الستور و إرخاؤها على البدور و المكسوفات ستور فمنها ظلالية و منها أعيان ذوات مثل كسوف القمر و الشمس و سائر الكواكب الخمسة و أعظمها ستر الشمس فإنها تطمس أنوار الكواكب كلها فلا يبقى نور إلا نورها في عين الرائي و إن كانت أنوار الكواكب مندرجة فيها و لكن لا ظهور لها كما قال النابغة الجعدي في ممدحه
أ لم تر أن اللّٰه أعطاك صورة *** ترى كل ملك دونها يتذبذب
بأنك شمس و الملوك كواكب *** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
و نعلم بالقطع أن الكواكب بادية و طالعة في أعيانها و مجاريها غير إن إدراك الرائي يقصر عنها لقوة نور الشمس نور على نور البصر فيبهره
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية