﴿وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شٰارِكْهُمْ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلاٰدِ وَ عِدْهُمْ﴾ [الإسراء:64] و هذه الأحوال كلها عين ما جاءت به الكمل من الرسل عليه السّلام الذين أعطوا السيف فسعد العارف بتلقي رسالة الشيطان و يعرف كيف يتلقاها و يشقى بها آخرون و هم القوم الذين ما لهم هذه المعرفة و يسعد المؤمنون كلهم و العارفون معهم بتلقي رسالة الرسل صلوات اللّٰه و سلامه عليهم و يكون العامل بما جاء في تلك الرسالة أسعد من المؤمن الذي يؤمن بها عقدا و قولا و يعصي فعلا و قولا فكل متحرك في العالم منتقل فهو رسول إلهي كان المتحرك ما كان فإنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه سبحانه فالعارف ينظر إلى ما جاءت به في تحركها فيستفيد بذلك علما لم يكن عنده و لكن يختلف الأخذ من العارفين من هؤلاء الرسل لاختلاف الرسل فليس أخذهم من الرسل أصحاب الدلالات سلام اللّٰه عليهم كأخذهم من الرسل الذين هم عن الأذن من حيث لا يشعرون و من شعر منهم و علم ما يدعو إليه كإبليس إذا قال لصاحبه ﴿اُكْفُرْ﴾ [آل عمران:72] فيتلقاه منه العارف تلقيا إليها فينظر إلى ما أمره الحق به من الستر فيستره و يكون هذا الرسول الشيطان المطرود عن اللّٰه منبها عن اللّٰه فيسعد هذا العارف بما يستره و هو غير مقصود الشيطان الذي أوحى إليه و الذي هو غير العارف يكفر بالذي يقول له اكفر فإذا كفر يقول له الشيطان
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية