﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] و أما من يرى مكر اللّٰه ليس غير مكرهم و هم الذين ﴿يُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ﴾ [النساء:142] بعين اعتقادهم أنهم يخادعون اللّٰه فما يخادع اللّٰه إلا جاهل بالله غاية الجهل أو عارف بالله غاية المعرفة التي لا يمكن أن يكون للمحدث أتم منها فأما الجهل في ذلك فمعلوم و أما المعرفة في ذلك فكما قال عمر رضي اللّٰه عنه من خدعنا في اللّٰه انخدعنا له و فائدة هذا إنه يعلم من المخادع أنه يخدعه فينخدع له و لا يعلمه أنه انخدع له و هو المتباله الذي يظن فيه أنه أبله و ليس بإبله فإذا علم العارف أنه لا واهب و لا قابل إلا اللّٰه و مع هذا يستعيذ من مكر اللّٰه كما تعوذ رسول اللّٰه ﷺ بالله من اللّٰه تمشية لمراد اللّٰه أي لإرادة اللّٰه فإنه ما وضع في العالم حكما إلا ليستعمل في محكوم عليه و لو لم يرد استعماله لكان عبثا و لو لم يوحد من يستعمل فيه ذلك الحكم و من يعمل به لكان أيضا عبثا فالعامل به على بصيرة أولى من العامل به على غير بصيرة فلا يستوي ﴿اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر:9]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية