هذا رأيته عند تقييدي هذا الباب وراثة نبوية بحمد اللّٰه و رأيت فيها و بها و إن ظهر بصور الممكنات و اتصف بالغنى فإن ذلك لا يخرجه عن عدم الاستقلال في وجود الحادث به إذ لا بد من قبوله و فيه وقع الكلام هذا مما أعطتنيه تلك البارقة و إنه تعالى لما خلقهم لعبادته كساهم صفته و هي التي بها طلبهم فعبدوه بها إذ لا يصح أن يعبدوه بأنفسهم على جهة الاستقلال و لهذا شرع لهم أن يقولوا بعد قولهم ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] لعدم الاستقلال في العبادة فألقت عندهم الطلب في المعونة على عبادته كما كان القبول منهم معونة للاقتدار الإلهي في الخلق و لو لا هذا الارتباط ما صحت عبادة و لا إيجاد فالإيجاد عبادة و هو لله و العبادة إيجاد و هي المطلوبة من الخلق فهم العابدون و هو المعبود و هو الموجد و هم الموجودون فلام العلة ذاتية من الجانبين و اسمها في الشرع حكمة و سبب فإنه حكيم ففي كل شيء له حكمة ظاهرة يعلمها أهل الكشف و الوجود في كل شيء و يعلمها أهل الرسوم في التكليفات التي لا تعلم إلا من جهة الشرع فحكمتها لا تعلم إلا من جهة الشرع كقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية