«قال ﷺ إنما شرعت المناسك لإقامة ذكر اللّٰه» لاختلاف العالم لأن ذكر اللّٰه كله تسبيح بحمده أي بما أثنى على نفسه كما جعل التهليل مماثلا لعتق الرقاب النفيسة و العتق إنما هو أمر يخرج العبد من العبودية و لا يخرج من العبودية إلا أن يكون الحق سمعه و بصره و جميع قواه فيكون حقا كله فناسب قوله لا إله إلا اللّٰه و قد يكون عتق الرقاب من الألوهية بالعبودة فإن الشخص يتقيد بالربوبية فيطلب منه ما ليس بيده منه شيء و إنما ذلك بيد اللّٰه فيحار فيعتقه اللّٰه من هذه النسبة إليه بما أظهر فيه عند المعتقد فيه ذلك من الجبر و الافتقار و سلب هذه الأوصاف فعاد حرا في عبوديته فلم يكن له قدم في الربوبية فاستراح فهذا عتق أيضا شريف حيث تخلص لنفسه من تعلق الغير به كما خلص بالتهليل الألوهة لله من رق الدعوى بالآلهة المتخذة و هو قولهم ﴿أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلٰهاً وٰاحِداً﴾ [ص:5] كما هو الأمر في نفسه ﴿إِنَّ هٰذٰا لَشَيْءٌ عُجٰابٌ﴾ [ص:5]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية