﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] ثم تمم الآية لنعرف المقصود و يصح أول الآية فقال ﴿وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11] فلو لم يتمم لكان أول الآية يؤذن بأنا لسنا بعبيد و ليس هو لنا بإله فلا بد من رابط و ليس إلا الاشتراك إلا أنه عين الأصل في ذلك و نحن فيه كنسبة الفرع إلى الأصل و الولد إلى الوالد و إن كان على صورته فليس هو عينه فارتبط به فلا ينسب إلا إليه لأن له عليه ولادة و غيره من الناس من أبناء جنسه ما له عليه ولادة فلا يقال إنه ابنه و نسبتنا من وجه مثل هذه النسبة لأن الوجود له و هو الذي استفاد منه المحدث إلا إن النسبة التي ورد بها السمع نسبة العبد إلى السيد و المخلوق إلى الخالق و الرب إلى المربوب و المقدور إلى القادر و المصنوع إلى الصانع فإن نسبة البنوة أبعد النسب لتقلبه في الأطوار بما ليس للأب فيه تعمل و إنما له إلقاء الماء في الرحم عن قصد بنوة و عن لا قصد فبعدت النسبة لذلك كانت النطفة مخلقة و غير مخلقة و لو كان الأمر فيها للأب لكانت تامة أبدا أ لا ترى إلى النسبة القربية في خلق عيسى الطير بيده ثم نفخ فأتم خلقه فقربت نسبة الخلق إليه و كذلك صنائع المخلوقين كلهم فالبنوة من الأبوة أبعد نسبة من جميع الأمور و هي أصح النسب و ما كفر من قال إن المسيح ابن اللّٰه : إلا لاقتصاره و كذلك كفر من قال ﴿نَحْنُ أَبْنٰاءُ اللّٰهِ وَ أَحِبّٰاؤُهُ﴾ [المائدة:18]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية