فإنه من عين القرب أخبر لأنه من ﴿دَنٰا فَتَدَلّٰى فَكٰانَ﴾ كما تقدم ﴿قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ﴾ [ النجم:9] و ما هو من مرجمات الظنون كما يقولون في أصحاب الكهف الفتية المعلومة ﴿ثَلاٰثَةٌ رٰابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَ يَقُولُونَ خَمْسَةٌ سٰادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ﴾ [الكهف:22] يقول ما هو علي تحقيق فيما يخبرون به من عددهم هذا رجم في العدد و أين أنت لو أخذوا في حقيقة المعدود لخاضوا و ما حصلوا على طائل أ لا ترى إلى قوله تعالى لنبيه ﷺ الذي ليس من شأنه و لا من شأن الأنبياء عليه السّلام إن ينهزم و لا إن يقتل في مصاف ﴿لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرٰاراً وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً﴾ [الكهف:18] فوصفه بالانهزام و قوله صدق أ لا ترى ذلك عن رؤيته أجسامهم أ ليسوا أناسا مثله فما ينهزم إلا من أمر يريد إعدامه و لا يملأ مع شجاعته و حماسته رعبا إلا من شيء يهوله فلو لم ير منهم ما هو أهول مما رآه ليلة إسرائه ما امتلأ رعبا مما رآه و قد رأيناهم و ما ملئنا رعبا لأنا ما شهدنا منهم إلا صور أجسامهم فرأيناهم أمثالنا فذلك الذي كان يملؤه رعبا و ما ذكر اللّٰه إلا رؤية عينهم لأنه قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية