﴿قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الإسراء:110] فإن قلت الرحمن سميته بجميع الأسماء الحسنى و إن قلت اللّٰه سميته بجميع الأسماء الحسنى و كذلك تقول الخلق الذي هو العالم يقبل أسماء الحق و صفاته و كذلك الحق يقبل صفات الخلق لا أسماءه بالتفصيل و لكن يقبلها بالإجمال فقبوله بالإجمال مثل قوله ﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15] و كونه لا يقبل أسماء العالم بالتفصيل فأعني بذلك الأسماء الإعلام و هو قوله ﴿قُلْ سَمُّوهُمْ﴾ [الرعد:33] يريد الأسماء الأعلام و ما عدا الأسماء الأعلام فيقبلها الحق على التفصيل فإن الحق ما له اسم علم لا يدل على معنى سوى ذاته فكل أسمائه مشتقة تنزلت له منزلة الأعلام و لهذا وقع الاشتراك بالتفصيل في أسماء الحق و لم يقع الاشتراك بالتفصيل في أسماء العالم فتحقق ما نبهنا عليه فأعظم ما أخذه من صفاتنا الذي يدل الدليل على إحالته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية