فخص طائفة بالتعيين ﴿وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ﴾ [ابراهيم:52] فعين طائفة أخرى ﴿وَ لِيَعْلَمُوا أَنَّمٰا هُوَ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ﴾ [ابراهيم:52] فعين طائفة أخرى ﴿وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبٰابِ﴾ [ص:29] فعيننا و هؤلاء هم الذين ذكرناه و هم العلماء بالله و بالأمر على ما هو عليه فلم يكن الخط الذي قسم الدائرة إلا عين تميزي عنه و تميزه عني من الوجه الذي كان به إلها و كنت به عبدا فلما تحقق التمييز و وقع الانفصال بالتكوين و أظهر الخط حكمه و وصفنا بالحجاب عنه و وصف نفسه بحجب الأنوار و الظلم عنا و شرع لنا ما شرع و أمرنا بالإنابة إليه و وصف نفسه بالنزول إلينا علمنا أنه يريد رجوع الأمر إلى ما كان عليه بعد علمنا بما قد علمنا و تحققنا بما به تحققنا قال عن نفسه إنه سمعنا الذي نسمع به و بصرنا الذي نبصر به و ذكر لنا جميع القوي التي نجدها من نفوسنا و أثبت في هذا الوصل أعياننا فلا يشبه ما رجع الأمر إليه ما كان عليه قبل الفصل لأن الذي أثبته الخط من الحكم ما يزول و إن زال الخط فأثره باق لأنا قد علمنا إن الدائرة قابلة للقسمة بلا شك و لم نكن نعلم ذلك قبل فإذا اتصلت الدائرة فلا يزول العلم منا أنها ذات قسمين من أي جزء فرضته فيها و إنما تقبلها من أي حد فرضته فيها لما ورد في الأخبار الإلهية من اتصاف الحق تعالى بصفات الخلق و اتصاف الخلق بصفات الحق كما قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية