في التناسل و التنقل في الأطوار ثم إن عيسى إذا نزل إلى الأرض في آخر الزمان أعطاه ختم الولاية الكبرى من آدم إلى آخر نبي تشريفا لمحمد ﷺ حيث لم يختم اللّٰه الولاية العامة في كل أمة إلا برسول تابع إياه ﷺ و حينئذ فله ختم دورة الملك و ختم الولاية أعني الولاية العامة فهو من الخواتم في العالم و أما خاتم الولاية المحمدية و هو الختم الخاص لولاية أمة محمد الظاهرة فيدخل في حكم ختميته عيسى عليه السّلام و غيره كإلياس و الخضر و كل ولي لله تعالى من ظاهر الأمة فعيسى عليه السّلام و إن كان ختما فهو مختوم تحت ختم هذا الخاتم المحمدي و علمت حديث هذا الخاتم المحمدي بفأس من بلاد المغرب سنة أربع و تسعين و خمسمائة عرفني به الحق و أعطاني علامته و لا أسميه و منزلته من رسول اللّٰه ﷺ شعرة واحدة من جسده ﷺ و لهذا يشعر به إجمالا و لا يعلم به تفصيلا إلا من أعلمه اللّٰه به أو من صدقه إن عرفه بنفسه في دعواه ذلك فلذلك عرف بأنه شعرة من الشعور و مثال الشعور أن ترى بابا مغلقا على ميت أو صندوقا مغلقا فتحس فيه بحركة توذن أن في ذلك البيت حيوانا و لكن لا يعلم أي نوع هو من أنواع الحيوان أو يشعر أنه إنسان و لا يعرف له عينا فيفصله من غيره كما نعلم بثقل الصندوق أنه يحتوي على شيء أثقله لا يعلم ما هو عين ذلك الشيء المختزن في ذلك الصندوق فمثل هذا يسمى شعورا لهذا الخفاء و أما ختم الأسماء الإلهية فهو عين سابقتها و هو الهو و هو مثل قوله ﴿هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾ [الحشر:22]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية