و فيه علم الجزاء الوفاق و إذا أعطى ما هو خارج عن الجزاء فذلك من الاسم الواهب و الوهاب و فيه علم العذاب المتخيل و فيه علم تذكر العالم ما كان نسيه إذ كان لم يعمل به فإن العامل بالعلم هو المنشئ صورته فمن المحال أن ينساه و فيه علم حسن التعليم إذ ما كل معلم يحسن التعليم و فيه علم التأسي بالله كيف يكون و هو المطلق في أفعاله و أنت المقيد و فيه علم البحث و الحث على العمل بالأولى و الأوجب و فيه علم الفرق بين العلم و الظن أعني غلبة الظن و فيه علم العصمة و الاعتصام و فيه علم ما يقال للمعاند إذا لم يرجع إلى الحق و هو ما يرجع إلى علم الإنصاف و فيه علم ما يعلم به إن أفعال العباد أفعال الحق لكن تضاف إلى العباد بوجه و إلى الحق بوجه فإن الإضافة في اللسان في اصطلاح النحاة محضة و غير محضة و من الأفعال ما هي محضة لله إذا أضيفت إليه و منها غير محضة لما فيها من الاشتراك فلم تخلص فالعبودية لله خالصة و مأمور بتخليصها كما قال تعالى ﴿وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة:5]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية