و هذا النازل بهم ما يصرف ما حصل له من هذه الخزائن من العلوم في نفسه فإن حظه منها حظ حصولها و يصرف ما حصل له في عالم الأركان و المولدات و الإنسان فمن النازلين من يقيم عندهم يوما في كل خزانة و ينصرف و هو أقل النازلين إقامة و أما أكثر النازلين إقامة فهو الذي يقيم عند كل خزانة ليحصل منها على قدر رتبته عند اللّٰه و ما يعطيه استعداده مائة سنة و باقي النازلين ما بين مائة سنة و اليوم و أعني باليوم قدر حركة هذا الفلك الأطلس و أعني بالمائة سنة كل سنة ثلاث مائة و ستين يوما من أيام هذه الحركة فاعلم ذلك و هذه الخزائن تسمى عند أهل التعاليم درجات الفلك و النازلون بها هم الجواري و المنازل و عيوقاتها من الثوابت و العلوم الحاصلة من هذه الخزائن الإلهية هي ما يظهر في عالم الأركان من التأثيرات بل ما يظهر من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى الأرض و سميت ثابتة لبطئها عن سرعة الجواري السبعة و جعل لهؤلاء الاثني عشر نظرا في الجنات و أهلها و ما فيها مخلصا من غير حجاب فما يظهر في الجنان من حكم فهو عن تولي هؤلاء الاثني عشر بنفوسهم تشريفا لأهل الجنة و أما أهل الدنيا و أهل النار فما يباشرون ما لهم فيها من الحكم إلا بالنواب و هم النازلون عليهم الذين ذكرناهم فكل ما يظهر في الجنات من تكوين و أكل و شرب و نكاح و حركة و سكون و علوم و استحالة و مأكول و شهوة فعلى أيدي هؤلاء النواب الاثني عشر من تلك الخزائن بإذن اللّٰه عزَّ وجلَّ الذي استخلفهم و لهذا كان بين ما يحصل عنهم بمباشرتهم و بين ما يحصل عنهم بغير مباشرتهم بل بوساطة النازلين بهم الذين هم لهم في الدنيا و النار كالحجاب و النواب بون عظيم و فرقان كبير يحصل علم ذلك الفرقان في الدنيا لمن اتقى اللّٰه و هو قوله في هذا و أمثاله ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللّٰهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقٰاناً﴾ [الأنفال:29]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية