و حق اللّٰه أحق بالقضاء من حق المخلوق إذا اجتمعا فإنه ليس لمخلوق حق إلا بجعل اللّٰه فإذا تعين الحقان في وقت ما بدأ العبد الموفق بقضاء حق اللّٰه الذي هو له ثم أخذ في أداء حق المخلوق الذي أوجبه اللّٰه و هذا خلاف ما عليه اليوم الفقهاء في الوصية و الدين فإن اللّٰه تعالى قدم الوصية على الدين و الوصية حق اللّٰه و «قال ﷺ حق اللّٰه أحق أن يقضى» فمن سامح في حق اللّٰه عاد عليه عمله فيسامح في حقه فإن تكلم قيل له كذلك فعلت فأجن ثمرة غرسك و صراط الرب لا يكون إلا مع التكليف فإذا ارتفع التكليف لم يبق لهذا الصراط عين وجودية و لهذا يكون المال إلى الرحمة و أزاله حكم الغضب الإلهي في العاصين و قول هود ع ﴿إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية