فوقع هذا في مسموعهم فتصرفوا في العالم بحكم الخلافة و قال لإبراهيم عليه السّلام بعد أن أسمعه خلافة آدم و من شاء اللّٰه من عباده ﴿إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً﴾ [البقرة:124] لما علم إن الخلافة قد أشربها فلا يبالي بعد ذلك أن يسميه بأي اسم شاء كما سمي يحيى بسيد و لما عرفه العارفون به تميزوا عمن عرفه بنظره فكان لهم الإطلاق و لغيرهم التقييد فيشهده العارفون به في كل شيء أو عين كل شيء و يشهده من عرفه بنظره منعزلا عنه ببعد اقتضاه له تنزيهه فجعل نفسه في جانب و الحق في جانب فيناديه من مكان بعيد و لما كانت الخلافة تطلب الظهور بصورة من استخلفه و الذي جعله خليفة عنه ذكر عن نفسه أنه ﴿عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الأنعام:39] فلا بد أن يكون هذا الخليفة على صراط فنظر في الطرق فوجدها كثيرة منها ﴿صِرٰاطِ اللّٰهِ﴾ [الشورى:53] و منها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية