«خرج الترمذي عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال أهل القرآن هم أهل اللّٰه و خاصته» و قال تعالى في حق المختصين من عباده ﴿إِنَّ عِبٰادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ﴾ [الحجر:42] فكل عبد إلهي توجه لأحد عليه حق من المخلوقين فقد نقص من عبوديته لله بقدر ذلك الحق فإن ذلك المخلوق يطلبه بحقه و له عليه سلطان به فلا يكون عبدا محضا خالصا لله و هذا هو الذي رجح عند المنقطعين إلى اللّٰه انقطاعهم عن الخلق و لزومهم السياحات و البراري و السواحل و الفرار من الناس و الخروج عن ملك الحيوان فإنهم يريدون الحرية من جميع الأكوان و لقيت منهم جماعة كبيرة في أيام سياحتي و من الزمان الذي حصل لي فيه هذا المقام ما ملكت حيوانا أصلا بل و لا الثوب الذي ألبسه فإني لا ألبسه إلا عارية لشخص معين أذن لي في التصرف فيه و الزمان الذي أتملك الشيء فيه أخرج عنه في ذلك الوقت إما بالهبة أو بالعتق إن كان ممن يعتق و هذا حصل لي لما أردت التحقق بعبودية الاختصاص لله قيل لي لا يصح لك ذلك حتى لا يقوم لأحد عليك حجة قلت و لا لله إن شاء اللّٰه قيل لي و كيف يصح لك أن لا يقوم لله عليك حجة قلت إنما تقام الحجج على المنكرين لا على المعترفين و على أهل الدعاوي و أصحاب الحظوظ لا على من قال مالي حق و لا حظ
[أهل البيت و مواليهم]
و لما كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عبدا محضا قد طهره اللّٰه و أهل بيته تطهيرا و أذهب عنهم الرجس و هو كل ما يشينهم فإن الرجس هو القذر عند العرب هكذا حكي الفراء قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية