و في الطريق في أي صورة ما شاء أقامك فالمراكب مختلفة و الراكب واحد فمن تجلى له في الصور المعنوية قال بفناء الرسم و من تجلى له في الصور الطبيعية و العنصرية قال باللذة في المشاهدة و من قال بعدم اللذة في المشاهدة كان التجلي له في الصور الروحانية فكل صدق و بما شاهد نطق و أي الشهود أعلى وكلناك في ذلك لذوقك حتى تعلم من ذلك ما علمناه و من هذا الوصل تعلم المفارق و غير المفارق و من يفرق و من لا يفرق و تعلم منه من هو ﴿عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [هود:17] و ما هي البينة و تعلم أنواع الطهارات لكل موصوف بالطهارة و تعلم الميل المحمود و الميل المذموم و تعلم ما يقع به الاشتراك في الدين و ما نسخ منه فلم يجتمع فيه رسولان و تعلم من خلق من المخلوقات من شيء موجود و من خلق لا من شيء موجود و مراتب العالم في ذلك و تعلم أن كل ما طلب الحق من عباده أن يعاملوه به عاملهم به فعم أحكام الشرائع كلها و حكم بذلك على نفسه كما حكم على خلقه و أن مكارم الأخلاق في الأكوان هي الأخلاق الإلهية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية