فسبحان من حكمه واحد *** بإعراضه أو بإقباله
و سبحان من عم إحسانه *** بإدلاله أو بإدلاله
و كل بإعداده قابل *** لخسرانه و لإفضاله
﴿وَ اللّٰهُ يَدْعُوا إِلىٰ دٰارِ السَّلاٰمِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
«الوصل الثالث عشر من خزائن الجود»
مال الأمر الرجوع من الكثرة إلى الواحد من مؤمن و مشرك لأن المؤمن الذي يعطي كشف الأمور على ما هي عليه يعطي ذلك و هو قوله تعالى ﴿فَكَشَفْنٰا عَنْكَ غِطٰاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق:22] و ذلك قبل خروجه من الدنيا فما قبض أحد إلا على كشف حين يقبض فيميل إلى الحق عند ذلك و الحق التوحيد و الايمان به فمن حصل له هذا اليقين قبل الاحتضار فمقطوع بسعادته و اتصالها فإن اليقين عن النظر الصحيح و الكشف الصريح يمنعه من العدول عن الحق فهو على بينة من الأمر و بصيرة و من حصل له هذا اليقين عند الاحتضار فهو في المشيئة و إن كان المال إلى السعادة و لكن بعد ارتكاب شدائد في حق من أخذ بذنوبه و لا يكون الاحتضار إلا بعد أن يشهد الأمر الذي ينتقل إليه الخلق و ما لم يشاهد ذلك فما حضره الموت و لا يكون ذلك احتضارا فمن آمن قبل ذلك الاحتضار بنفس واحد أو تاب نفعه ذلك الايمان و المتاب عند اللّٰه في الدار الآخرة و حاله عند قبض روحه حال من لا ذنب له و سواء رده لذلك شدة ألم و مرض أوجب له قطع ما يرجوه من الحياة الدنيا أو غيره فهو مؤمن تائب ينفعه ذلك فإنه غير محتضر فما آمن و لا تاب إلا لخميرة كانت في باطنه و قلبه لا يشعر بها فما مال إلى ما مال إليه إلا عن أمر كان عليه في نفسه لم يظهر له حكم على ظاهره و لا له في نفسه إلا في ذلك الزمن الفرد الذي جاء في الزمان الذي يليه الاحتضار الذي يوجب له الايمان المحصل في المشيئة
فكم بين محكوم له بسعادة *** و ما بين من تقضي عليه مشيئته
فذلك تخليص عزيز مقدس *** و ذاك على حال أرته حقيقته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية