﴿أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً﴾ [الكهف:30] و الإحسان أن تعبد اللّٰه كأنك تراه أو تعلم أنه يراك فهذا هو الحد الضابط للإحسان في العمل و ما عدا هذا فهو سوء عمله فإن كان ممن ﴿زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً﴾ [فاطر:8] فلا يخلو إما أن تكون رؤية سوء العمل حسنا بعد اجتهاد يفي بما في وسع ذلك الشخص المجتهد فقد وفى الأمر حقه و هو صاحب عمل حسن و يكون حكم كونه سوء عمل يراه في اجتهاده سوء عين حكم المصيب للحق صاحب الأجرين و يكون هذا المزين له بهذه الصفة صاحب الأجر الواحد و إن لم يكن عن استيفاء الاجتهاد بقدر الوسع و رآه حسنا عن غير اجتهاد فهو في المشيئة فلا يدري بما ختم له و لما ذا يؤول أمره في مدة إقامة الحدود في الدنيا و الآخرة فإنه ممن أسرف على نفسه فإن قنط من رحمة اللّٰه فما وفى الأمر حقه و ساء ظنا بربه و الرب عند ظن عبده به و قد نهى اللّٰه المسرف على نفسه عن القنوط فهل قنوطه بارتكاب هذا المنهي عنه الآتي بعد حصول إسرافه معتبر له أثر يحول بين المغفرة و بين صاحبه أو حكمه حكم كل إسراف سواه فهذا أيضا ممهل لا يدري ما الأمر فيه إذا أنصف الناظر لأنه قال ﴿إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾ [الزمر:53] مع ارتفاع القنوط أو مع وجوده إلا المشرك الذي لم يبذل وسع نفسه في طلبه عدم الكثرة في الاسم الإلهي فإنه لا بد من مؤاخذته فتعين على العاقل معرفة المدد الزمانية و اختلاف الأزمان و الدهور و الأعصار و ما يجري من ذلك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية