﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ [الواقعة:13] ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ [الواقعة:40] بحذف واو العطف و لم يكن عندي من ذلك سر قبل هذا فرددت عليها لتقرأ ذلك بحرف الواو فلم تفعل فرجعت إلى نفسي و علمت ما نبهني الحق به في ذلك الحذف من الاقتطاع بين العالم فإذ جاء بالواو راعى ما يقع فيه الاشتراك في الصورة الظاهرة و المفهوم الأول و إذا أزال الواو راعى ما يقع به التمييز و الانفراد الذي به حقيقة ذلك الشيء لأنه لا حقيقة له إلا بما يتميز به فعلمت ما أراد بحذف الواو من نطقها بذلك و هو اللّٰه ليعلم أنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] مع وجود الأشياء و أنه بعدمها و وجودها منفي المماثلة و ما بقي الأمر الأهل هو منفي المناسبة أم لا لأن الإيجاد بغير المناسبة لا يتصور و قد حصل الإيجاد و ظهر المخلوق فعلمنا إن المناسب لا بد منه و لا يعطي المماثلة أصلا لأن الخلق كله لله و الأمر كله لله فلا شركة فارتفعت المماثلة مع وجود المناسب الذي يطلبه الحق بذاته و كل خلق أضيف إلى خلق فمجاز و صورة حجابية ليعلم العالم من الجاهل و فضل الخلق بعضهم على بعض ليتحقق الشكر من الفاضل و الطلب و الافتقار من المفضول فيزاد الفاضل لشكره و يعطي المفضول لطلبه فكل في مزيد و لا يرتفع التفاضل كلما ارتقى الفاضل بالمزيد درجة ارتقى المفضول خلفه يطلبه درجة فالكل في ارتقاء من غير لحوق
ناداني الحق من وجودي *** في كل حال على الشهود
امتلأت ذاتكم فقلنا *** ملا محال
﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق:30]
ما يملأ الكون غير من قد *** جاد على الخلق بالوجود
و ذلك الحق لا سواه *** ما رتبة الرب كالعبيد
من علم الحق علم ذوق *** لم يدر ما لذة السجود
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية