﴿وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] أي بك نستنصر و ما ثم إلا العلم فهو خبر ناصر يعطيه اللّٰه عبده و الذي نسي آدم إنما هو قوله تعالى له ﴿إِنَّ هٰذٰا عَدُوٌّ لَكَ وَ لِزَوْجِكَ﴾ [ طه:117] فنسي ما أخبره اللّٰه به من عداوته فقبل نصيحته و لما علم إبليس أن آدم محفوظ من اللّٰه و رأى اللّٰه قد نهاه عن قرب الشجرة لا قرب الثمرة جاء بصورة الأكل لا بصورة القرب فإنه علم أنه لا يفعل لنهي ربه إياه عن قرب الشجرة فأتاه بثمرها فأكل آدم و زوجته حواء و صدقا إبليس و هو الكذوب في قوله ﴿هَلْ أَدُلُّكَ عَلىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَ مُلْكٍ لاٰ يَبْلىٰ﴾ [ طه:120] و كذلك كان أورثه ذلك الأكل منها الخلد في الجنة و الملك الذي لا يبلى و ما قال له متى و جعل ذلك من خاصية تلك الشجرة فيمن أكل منها فأورثه الاجتباء الإلهي فأهبطه اللّٰه للخلافة في الأرض تصديقا لما قاله للملائكة ﴿إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية