و كيف أدرك من بالعجز أدركه *** و كيف أجهله و الجهل معدوم
قد حرت فيه و في أمري و لست أنا *** سواه فالخلق ظلام و مظلوم
إن قلت إني يقول الإن منه أنا *** أو قلت إنك قال الإن مفهوم
فالحمد لله لا أبغي به بدلا *** و إنما الرزق بالتقدير مقسوم
[أمهات المطالب العلمية و حملها على الحق]
اعلم أن أمهات المطالب أربعة و هي هل سؤال عن الوجود و ما و هو سؤال عن الحقيقة التي يعبر عنها بالماهية و كيف و هو سؤال عن الحال و لم و هو سؤال عن العلة و السبب و اختلف الناس فيما يصح منها أن يسأل بها عن الحق و اتفقوا على كلمة هل فإنه يتصور أن يسأل بها عن الحق و اختلفوا فيما بقي فمنهم من منع و منهم من أجاز فالذي منع و هم الفلاسفة و جماعة من الطائفة منعوا ذلك عقلا و منهم من منع ذلك شرعا
[من منع إطلاق«ما» و«كيف» و«لم» على اللّٰه عقلا]
فأما صورة منعهم عقلا أنهم قالوا في مطلب ما إنه سؤال عن الماهية فهو سؤال عن الحد و الحق سبحانه لا حد له إذ كان الحد مركبا من جنس و فصل و هذا ممنوع في حق الحق لأن ذاته غير مركبة من أمر يقع فيه الاشتراك فيكون به في الجنس و أمر يقع به الامتياز و ما ثم إلا اللّٰه و الخلق و لا مناسبة بين اللّٰه و العالم و لا الصانع و المصنوع فلا مشاركة فلا جنس فلا فصل و الذي أجاز ذلك عقلا و منعه شرعا قال لا أقول إن الحد مركب من جنس و فصل بل أقول إن السؤال بما يطلب به العلم بحقيقة المسئول عنه و لا بد لكل معلوم أو مذكور من حقيقة يكون في نفسه عليها سواء كان على حقيقة يقع له فيها الاشتراك أو يكون على حقيقة لا يقع له فيها الاشتراك فالسؤال بما يتصور و لكن ما ورد به الشرع فمنعنا من السؤال به عن الحق لقوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية