﴿لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ﴾ [الروم:4] فالحق حق و إن لم تكن كما هو الحق حق و إن كنت لا فرقان فللظاهر حكم لا يكون للباطن من حيث ما قلت فيه باطن في العبادة و للباطن حكم لا يكون للظاهر من حيث ما قلت فيه ظاهر في العبادة و كل حكم له مقام معلوم و كل مقام له حكم معلوم فلا يعلم شيء إلا به فلا يعبد إلا به و لهذا نبه الحق من لا علم له بما ذكرناه على رتبة العلماء بالله فقال إنه سمع العبد و بصره فما أبصرته إلا به و لا سمعته إلا به فعينه عين سمعك و بصرك فما عبدته إلا به و ليس بعد إعلام الحق عز اسمه و جل ذكره إعلام و لا بعد أحكامه فيما حكم فيه أحكام
فليس إلا عينه بالخبر *** و ليس إلا غيره بالبصر
فأين أهل الفكر في ذاته *** قد ركبوا فيه عظيم الخطر
تعارض الأمر لديهم فما *** لهم به علم بحكم النظر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية