﴿وَ جَهْرَكُمْ﴾ [الأنعام:3] من كونه في السماء و من حيث النشأة يعلم سركم من كونه في السماء و هو معناكم الذي خفي عن الأبصار عينه و ظهر حكمه و له العلو فهو في السماء و هو الباطن و يعلم أيضا جهركم من كونه في الأرض و هو ظاهركم الذي ظهر للابصار عينه و خفي حكمه لأن حكمه في روحه فإنه الذي تفيده العلوم بحواسه فله النزول فهو الأرض فهو الظاهر
فقد بان أن الحق بالحق ينطق *** و أن الذي قلناه أمر محقق
فلا تعدلن إن كنت للحق طالبا *** فعكس الذي قلناه لفظ ملفق
فيقول العبد الكامل الذي لا أكمل منه لي وقت لا يسعني فيه غير ربي و يقول الأصل لي وقت لا يسعني فيه غير نفسي فإن الأوقات كلها استغرقها العالم في الجانبين و لهذا كان الإنسان الكامل خليفة له تعالى فلهذا سبق علمه بنفسه على علمه بربه و بهذا «جاء الخبر من عرف نفسه عرف ربه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية