«قول النبي ﷺ إني مكاثر بكم الأمم» و إن ذلك من الشرف و المجد في موطنه فلا يهمل مثل هذا فإن لكل موطن شرفا يخصه لا يكون شرفه إلا به و هنا زلت جماعة من العارفين حيث لم يفرقوا بين شرف النفوس و شرف العقول و إنهما لا يتداخلان و أن الكمال في وجود الشرفين و رأيت فيها علم ما يرى الإنسان إلا ما كان عليه سواء عرف ذلك أو جهله فإنه لا بد أن يشهده فيعرفه في الموضع الذي لا ينفعه العلم به و لا مشاهدته إياه و رأيت فيها علم التداخل و الدور و هو أنه لا يكون الحق إلا بصورة الخلق في الفعل و لا يكون الخلق فيه إلا بصورة الحق فهو دور لا يؤدي إلى امتناع الوقوع بل هو الواقع الذي عليه الأمر «فإن اللّٰه لا يمل حتى تملوا» فهذا حكم خلق في حق و قال ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاٰمِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً﴾ [الأنعام:125]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية